عام الشباب و التغيير العربي 2011

مما لاشك فيه إن ما شهده عام 2011 من تغييرات في النظام العربي وكراسيه السياسية التي لا تعرف التداول السلمي للسلطة أو الإيمان بالديمقراطية الحقيقية فلقد عاش جيل بأكمله يعاني من فردية الحكم والسيطرة على القرار بانفرادية وعدم إتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر ولم نعرف طوال ردح من الزمان من تلك الديمقراطية اكثر من انها لفظ غريب يحمل معنى لا وجود له ولكن قد يعني الحكم وعرفنا منه الديمفراطية الورقية التي كان يسطرها لنا اصحاب أقلام السلطة مما جعل الكثيرين يعرضون عن قراءة أوراقهم من زمن ولقد دارت الحياة دورتها لتثبت أن التغيير حكم كوني يثبت قيومية الله عز وجل على تغيير ما يصعب ويستعصى تغييره فلما أحكم هؤلاء قبضتهم الحديدية بما تملكوا من قدرات الشعوب فسخروا كل قواها لخدمة بلاطهم وحرموا شعوبهم من كل الخيرات إيمانا منهم بأن تغل يد المواطن تملكه وتشعره بالحرمان يطيعك هكذا إلا من استعبد لهم وزل لما عندهم فميزوه وإن لم يكن من أهل التميز وأغدقوا عليه العطاءات فيما حرموا أهل النباهة والسيادة والعلم والأدب وكانوا يبحثون عن إحداث أي نصر وهمي عندما أخفقوا أمام شعوبهم فيعظموا الصغيرة ويهولوا من شأنها والشعوب تنتحب على تراجعها العلمي والفكري والديني والأدبي والإقليمي والدولي بل إن دول كانت في الظل ولم تكن صاحبة تاريخ رفعت راياتها خفاقة وعلا شأنها
بين الأمم لما اخلص حكامهم وسخروا قدرات شعوبهم لخدمة أوطانهم إننا عشنا أكثر من نصف قرن في الظل لانعرف عن بلادنا إلا ما يتاح لنا فأطفأوا فينا كثيرا من نور العلم خوفا من نيران حقدهم صدروا إلينا الخوف عمرا طويلا وإن لم نكن جبناء لأننا كنا نلجأ إلى الله ولما ارتفعت صيحات واستغاثات الكل وعجزت البشر أن يغيروا فلم يبقوا على صاحب عقيدة إلا وأحاطوا به أو صاحب فكرة إلا وأجهضوها وتألهوا فكان لله ما كان نصرة قد وعد الله به نبيه وامته ( أدعوني أستجب لكم ) وظن الناس أن دعاهم لايجاوز حناجرهم وكنا نعلم من تاريخ أمتنا أن الله بقدرته وعظمته لايتدخل للنصرة إلا عندما تعجز كل قدرات البشر ولقد عجزت ( وما يعلم جنود ربك إلا هو فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وكان ما كان صورة جديدة لأمة عتيقة بعدما أحاطها اليأس الذي أحدث بها عجزا فبدده النور الذي أشرق على أيدي شبابها ورجالها ونسائها وكل اصحاب الخير بزفيرهم وشهيقهم وتبدد الظلام وانتشر الأمل في ربوعها يبعث في كل الأملين الخير


بأن الملك ي