المصري تربية وتعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار -سياسة -اقتصاد -تعليمي-تربوي-ديني -ثقافي-علمي -أدبي- صحافة وإعلام-ومنوعات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صور مشرفة من عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مجدي بكري
Admin



المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 16/02/2011
العمر : 58

صور مشرفة من عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Empty
مُساهمةموضوع: صور مشرفة من عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب   صور مشرفة من عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب I_icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 8:23 am

صور مشرفة من عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:
إنصافاً للحقائق وضع الدكتور "مايكل هارت " في كتابه عن " المائة الأوائل " في تاريخ البشرية ،وضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم - على رأس هؤلاء الأوائل - أي أنه أعظم رجل أنجبته البشرية، بينما جاء ترتيب " عمربن الخطاب " الواحد والخمسين أي أنه كان على رأس الخمسين الثانية بين الأوائل، وهما الوحيدان من العرب في هذا الكتاب الذي صدر في نهاية سبعينيات القرن العشرين ..
وإذا كنا نقدر للمؤلف الأمريكي موضوعيته ،ونزاهته التي وضعت النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه اللائق .. فإننا نأخذ عليه ترتيبه للخليفة عمر بن الخطاب ،حيث وضعه خلف كثيرين ممّن يجب أن يأتوا بعده في الترتيب
عمر بن الخطاب .... لماذا ؟
لأنه كان رائداً في أكثر من مجال من مجالات الحياة المتجددة ولأنه كان عظيماً أينما كان موقعه ولأنه القوي الذي يحسب حسابه أينما كان .. فحين كان عمر على الوثنية حمل المسلمون وهم قلة - دينهم إلى دار الأرقم، حيث يعبدون الله خفية وحين صار عمر إلى الاسلام ،كان إسلامه عاملاً حاسماً في الجهر بالدعوة، ونبذ التخفي والمداراة .. عندئذ يذهب إلى الرسول فيقول: " بأبي أنت وأمي يارسول الله ألا إننا لا نعبد الله سراً بعد اليوم..، استجاب الرسول ( صلعم ) لدعوته فخرجت الدعوى إلى الاسلام إلى أرض الله الواسعة ومن أجل ذلك أطلق الرسول عليه السلام لقب " الفاروق " بعد أن فرق بإسلامه بين الحق والباطل، بين العلانية والمواجهة، بين السر والعلن .
هذا وقد أرخ عمر يوم ميلاده، الروحي باليوم الذي صافح فيه الرسول ( صلعم ) وقال: " أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله " .. وهو اليوم الذي وجد فيه نفسه والتقى بمصيره العظيم، كما يقول خالد محمد خالد: "
عمر رجل المزايا المتعددة "
لو كان هناك رجل يجب أن يتسلط عليه الغرور لكان عمر بن الخطاب، لكثرة مزاياه ،وروعة أمجاده وانتصاراته ..
فهو يدخل الإسلام في حفاوة بالغة من الرسول وصحبه ..
ويتحول الإسلام إلى دين جهوري الصوت ،صادح الكلمة في اليوم الذي آمن فيه، وصار المسلمون يواجهون أذى المعارضين في شموخ بعد أن كانوا يستخفون من طغاة مكة ..
كثيرة هي المنافذ التي يمكن أن ينفذ منها الغرور .. ومع ذلك لا يكاد يعرف العرب والمسلمون - بعد عمر - نفساً امتنعت عن الغرور وتكسرت أمام حصونها المنيعة كلُّ محاولاته مثل نفس هذا الرجل - عمر بن الخطاب - الذي يعلل سبب ذلك بقوله: " لقد كنا ولسنا شيئاً مذكوراً حتى أعزّنا الله بالإسلام، فإذا ذهبنا نلتمس العزة في غيره ذللنا"(1)
وإذا كان الابتعاد عن الغرور أول مزايا عمر، فإن فهم الطبيعة البشرية ثاني مزاياه العظيمة، وللدلالة على ذلك نسوق بعضاً من أقواله . يقول ذات مرة " الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم " ويقول واضعاً ميزاناً دقيقاً للتعامل مع الناس: : " أحبكم إلينا قبل أن نراكم أحسنكم سيرة ،فإذا تكلمتم ،فأبينكُم منطقاً، فإذا اختبرناكم، فأحسنكم فعلاً " (2)
كما أن عمر هو الذي أعلن: " إن الفضيلة ليست هي الإنسحاب من الحياة خوفاً من الفتنة، بل إن الفضيلة هي مجابهة الحياة ومغالبة الفتنة "
وحين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو - لأول مرة - الآية الكريمة التي تقول: " أفحسبتم أنناخلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون "، أدرك يومئذ أن سنوات عمره القليلة لن تغني عنه شيئاً وانه بحاجة إلى ألف حياة مثلها كي يستطيع أن يصنع ما يُرضيه، وكي يستطيع أن يعبد ربّه وأن يشكره ..
مدرسة عمر ..
يكاد يكون بحكم المؤكد، أن كلَّ عظيم، اقترب - تعلّم بطريقة مامن مدرسة عظيمة أثرت فيه، والمدرسة التي تربى بهاعمر فترة من حياته هي مدرسة الرسول العربي صلى الله عليه وسلم ،حيث عايش عمر هذه المدرسة ،وتعلّم منها الكثير .. مثلاً :
عرف الناس أن الله سبحانه وتعالى غفر لرسول الله ماتقدم من ذنبه وماتأخر فقال له كثيرون: لِمَ يارسول الله تقضي ليلك متعبداً ونهارك صائماً ومجاهداً " فيجيب عليه الصلاة والسلام:
" أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ "
كان ذلك قدوة لعمر الذي بشره رسول الله بالجنة ومع ذلك استمر دائم الخشية، والحذر والحياء، اقتدىوتعلم كان يخاف وكأنه على وشك أن يقع بالخطأ ..
ومماتعلمه عمر من هذه المدرسة العظيمة حين سمع رسول الله يقول لأحبِّ الناس لابنته فاطمة البتول: " يا فاطمة إن في المسلمين من هم أحوج منك بهذا المال " .. ثم يحرمها ويُعطي سواها ..
وسمع بأذنيه و رأى بعينيه أعرابياً يقول لرسول الله وهو بين أصحابه: ( أعطني فليس المال مالك، ولامال أبيك ) ،ابتسم رسول الله صلىالله عليه وسلم - وهو يقول لرجل: " صدقت إنّه مال الله " .
استفزّ المشهد عمر بن الخطاب، وهم ليبطش بالأعرابي، ردّه رسول الله برفق، وقال: " دعه يا عمر إن لصاحب الحق مقالاً " .
إنها مدرسة الديمقراطية والمساواة بأروع صورها التي وضع أسسها الرسول ( صلعم ) حين قال وهو يحكم على امرأة من بني مخزوم كانت قد سرقت: " إنّما أهَلَكَ الذين من قبلكم إنهم إذاسرق منهم الشريف تركوه، وإذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمدّ يدها " ..
مدرسة الجهر بقول الحق، تعلمها الناس من الرسول الكريم حين سمعوه يقول : " قُل الحق ولوكان مُراً "
مدرسة رفض المنكر وتغييره بمختلف الأساليب: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "..
مواقف في حياة عمر ..
عظمة الإنسان بمواقفه أو يمكن القول: العظمة مواقف وإلاّ من أين يمكن أن نتلمس جوانب العظمة ؟
كانت حياة عمر سلسلة من المواقف المجيدة في العدل، في الحكمة، في التواضع، في إبعاد النفس عن كل ما يشينها .. ليس أول المواقف أمنيةُ " ابن الخطاب " أن يظل " عمر " لا غير ،لا هو خليفة، ولا هو أمير..... فحين اقتربت الخلافة منه بعد وفاة رسول الله صلىعليه وسلم بسط إليه أبوبكر الصديق يمينه في اجتماع السقيفة قائلاً: "هات يدك ياعمر نبايع لك " لكن عمرخلص منها ناجياً إذ قال: " إياك نبايع فأنت أفضل مني " .. قال أبو بكر: " أنت أقوى مني ياعمر "
ردَّ عمر: " إن قوتي لك مع فضلك "
وسارع فمّد يمينه وبايع " أبابكر " وبايعه الناس على أثره وحين كان أبوبكر يودع الدنيا ويعهد بالخلافة لعمر تقبلها مكرها وكارهاً إمارة المؤمنين ،ولولا شعوره بالهرب من واجب المسؤولية في ظرف دقيق لرفض السطان وهرب من الإمارة .
كان عمر يُحمّل أهله من المسؤوليات أضعاف مايحمله نظراؤهم من الناس ،حتى صارت القرابة من عمر عبئاً يرغب الأقرباء الفرار منه .. وكان إذا سنّ قانوناً ، أو حظر أمراً جمع أهله أولاً وقال لهم: " إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا إن الناس ينظرون إليكم، كماينظر الطير إلى اللحم، إن وقعْتم وقعوا، وإن هبتم هابوا إني والله لأوتي برجل منكم وقع في مانهيت عنه إلاّ ضاعفت له العذاب لمكانه مني فمن شاء منكم فليتقدم، ومن شاء فليتأخر"..
يدخل عمر يوماً على دارابنه عبد الله فيجده يأكل شرائح اللحم فيغضب ويقول له: " ألأنك ابن أمير المؤمنين تأكل لحماً والناس في خصاصة ! ألا خبزاً وملحاً ألا خبزاً وزيتاً"..
وحين اشترى ابنه عبد الله إبلاً لتْسمينها وبيعها للتجارة عتب عمر بتهكم لاذع: "...ويقول الناس حين يرونها .. ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ، واسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، وهكذا .. تسمن إبلك ويربو ربحكَ ياابن أمير المؤمنين !! "
ثم صاح به :
" يا عبد الله خُذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل واجعل الربح في بيت مال المسلمين .." .
- يقول الأحنف بن قيس: " كنتُ مع عمر بن الخطاب فلقيه رجل وقال: " ياأمير المؤمنين، انطلق معي ساعدني على فلان فقد ظلمني..رفع عمر " درّته "فضرب بهارأس الرجل وقال: " تتركونني عندما أكون بينكم، وتطلبونني حين أكون مشغولاً بأمور المسلمين؟! "
انصرف الرجل غضبان آسفاً ...
فقال عمر: " عليَّ بالرجل .. " وحين عاد ناوله " درّته " وقال له : " خُذ واقتصّ لنفسك "، وقال الرجل : " لا والله، لكنّي أدعها لله "
وانصرف عمر إلى بيته وجلس يحاسب نفسه، ويقول: " ابن الخطاب كنت وضيعاً فرفعك الله، ثم حملك على رقاب الناس فجاءك رجل يستعين بك فضربته، فماذا تقول لربك غداً ؟؟ " ..
-رآه الناس يعدو وراء بعير أفلت من مكانه .. يلقاه: " علي بن أبي طالب "، فيسأله: إلى أين يا أمير المؤمنين ؟ فيجيب: : بعير ندَّ من إبل الصدقة أطلبه " !!
يقول له عليّ كرّم الله وجهه: لقد أتعبت الذين سيجيئون بعدك ؟ فيجيبه عمر بكلمات هي:
" والذي بعث محمداً بالحق لو أن عنزاً ذهب بشاطئ الفرات لأُخذ عمر بها يوم القيامة " .
- كان عبد الرحمن بن عوف يرافق عمر في تفقّد أمر قافلة تجارية .كان ذلك آخر الليل ،جلسا قرب القافلة النائمة يحرسان ضيوفهما. سمعا صوت بكاء صبي ..انتظر عمر أن يكفَّ الصبي عن البكاء لكنه تمادى .. أسرع صوب الصوت ، قال لأمه: " اتّقي الله واحسني إلىصبيك ، ثم عاد إلى مكانه، عاود الصبي البكاء، هرول عمر نحوه ونادى أمه : " قلتُ لك أحسني إلى صبيك "، وعاد إلى مجلسه، ولكن زلزله مرّة أخرى بكاء الصّبي، فذهب إلى أمه وقال لها: " ويحكك إني لأراكِ أمَّ سوء ما لصبيَّك، لا يقرَّ له قرار ؟، قالت وهي لا تعرف مَن تخاطب: " يا عبد الله أضجرتني إني أحمله علىالفطام فيأبى "!
سألها: ولِمَ تحملينه على الفطام ؟
قالت: لأن عمر لا يفرض إلاّ للفطيم .
قال وأنفاسه تتواثب: وكم له من العمر ؟
قالت: بضعة أشهر .
قال :ويحك لا تعجليه .
قال عبد الرحمن بن عوف: صلى بنا الفجر يومئذٍ وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء، فلما سلّم قال: " يابؤس عمر كم قتل من أولاد المسلمين ،ثم أمر مُنادياً يُنادي في المدينة :
((لا تعجلوا صبيانكم علىالفطام فإنا نفرض من بيت المال لكل مولود في الإسلام "(3).
ثم كتب بهذا إلىجميع ولاته بالأمْصار .
- زاره وفد من أهل ( حمص ) فسأله عن الوالي " عبد الله بن قرط " فيقولون " خير ياأمير المؤمنين، لولا أنه قد بنى لنفسه داراً فارهة " ..
تمتم عمر: " داراً فارهة، يتشامخ بها على الناس، ثم بعث إليه رسولاً يأتيه به .. وحين جاء الوالي إلى عمر امتنع عن لقائه ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع التقاه وعنّفه وقال له مُعاتباُ: " هل أرسلتك لتشيد وتبني، ارجع إلى عملك ،ولا تعد لما فعلت أبداً "
- حين تصل شكوى ضد " سعد بن أبي وقاص " أثناء واحدة من أمجد المعارك ضد الفرس في " نهاوند " يستدعيه عمر فوراً دون أن ينتظر إنتهاء المعركة التي توشك أن تبدأ، لأن النصر -كما يؤمن عمر - لا يُحالف قائداً أو جيشاً يجترح السيئات .
وفي مصر لم يشفع ( لعمرو بن العاص ) حاكم مصر وفاتحها حين اشتكى أحد المواطنين على "محمد بن عمروبن العاص " الذي ضربه بالسوط ،لأنه سبقه أثناء السباق،ضربه وهو يقول: " خذها وأنا ابن الأكرمين "، أرسل عمر يدعو ابن العاص وولده محمد ..
وحين دخلا عليه، قال عمر: " أين المصري ؟ "
" أنا ذا يا أمير المؤمنين " أجاب المصري .
قال عمر: " خُذ الدرّة واضرب بهاابن الأكرمين، ضربه حتى أثخنه، قال عمر: أجلها على صلعة عمرو، فوالله ما ضربك إلاّ بفضل سلطانه ..
قال الرجل: ياأمير المؤمنين، قد استوفيت، واشتفيت وضربتُ من ضربني " .
بعد ذلك التفت الخليفة إلىعمرو ،وقال كلمته الشهيرة: " يا عمرو، متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً " ؟
والتفت إلىالمصري وقال له: " انصرف راشداً فإن رابك ريبٌ فاكتب لي ."
* عمر .. والديمقراطية
" .... وأمرهم شورى بينهم "
صدق الله العظيم
كان عهد عمر بن الخطاب تطبيقاً رائعاً لماعنته هذه الآية الكريمة، فقد كان الخليفة يحني رأسه العالي بخشوع واحترام أمام كل معارضة شجاعة صادقة، حتى يمكن القول: بأن الشورى والمعارضة،ركنان تميز بهما عهد عمر،الذي شهد تألق الديمقراطية بصرورة ندر أن شهد التاريخ مثلها، فما من مشكلة أو قضية ليس لها في كتاب الله تفصيل إلاّ عمد عمر فيها إلىالرأي والمشورة ..
ومن لوازم الديمقراطية حرية الكلام،مبدأ طبقه عمرأروع تطبيق قبل الثورة الفرنسية بقرون كثيرة إذا يدّعي كثيرون أن مبدأ حرية الكلام جاء مع الثورةالفرنسية عام 1789 م والشواهد علىتطبيق هذا المبدأ العظيم كثيرة أثناء خلافة " ابن الخطاب " .
من المعروف أن واحداً من الأعراب نهض في المسجد يواجه الخليفة قائلاً له: " لو رأينا فيك اعوجاجاً لقوّمناك بهذا، ( ويشير إلى سيفه ) .
ومن أخبار عمر أن "حذيفة " دخل عليه فوجده مهموم النفس باكي العين فيسأله: " مابك ياأمير المؤمنين ؟!
فيجيب عمر: " إني أخاف أن أخطئ، فلا يردني أحد منكم تعظيماً لي "
يقول حذيفة، فقلت له: " والله لو رأيناك خرجت عن الحق لرددناك إليه " .
فرح عمر واستبشر وقال: (( الحمد لله ،الذي جعل لي أصحاباً يقومونني إذا اعوججتُ..)) .
يصعد المنبر يوماً فيقول: " يا معشر المسلمين، ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا ؟! "
يشق الصفوف رجلٌ - وهو يلوح بذراعه كأنه حسام ممشوق: إذن نقول بالسيف هكذا..
فيسأله عمر: إيّاي تعني بقولك ..
فيجيب الرجل: نعم إياك أعني بقولي ..
يقول عمر: " رحمك الله، والحمد لله الذي جعل فيكم من يقوم عوجي " ..
وكان عمر يقول دائماً: " لاخيرَ فيكم إنْ لم تقولوا الحقيقة ولا خير فينا إذا لم نسمعها .."
- يخطب عمر في الناس يوماً فيقول:
" لا تزيدوا مهور النساء على أربعين أوقية، فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال "
فتنهض من صفوف النساء سيدة تقول: ماذاك لك !!!
فيسالها: ولِمَ ؟!
فتُجيبه: لأن الله تعالى يقول: " .. وأتيتم إحداهن قنطاراً، فلا تأخذوا منه شيئاً، أتأخذونه بُهتاناً وإثماً مبيناً"؟!
يتهلل وجه عمر ويبتسم ويقول عبارته المأثورة: " اصابت امرأة وأخطأ عمر " .
كان عمريجتاز الطريق يوماً ومعه " الجارود العبدي " فإذا امرأة تناديه: " رويدك ياعمر، حتى أكلمك كلمات قليلة ...
يلتفت عمر وراءه، يقف حتى تبلغه السيدة التي تقول وهو مصغ مبتسم: " يا عمر عهدي بك وأنت تسمى " عُميراً " تصارع الفتيان في سوق ( عكاظ ) ثم لم تذهب الأيام حتى سُميت ( عمر ) .. ثم لم تذهب الأيام حتى سميت " أمير المؤمنين " فاتَّقِ الله في الرعية، واعلم أن من خاف الموت خشي الفوت " !!
فقال لها: " الجارود العبدي ": اجترأتِ على أمير المؤمنين . فجذبه عمر من يده، وهو يقول:
" دعها فانك لا تعرفها، هذه "خولة بنت حكيم " التي سمع الله قولهامن فوق سبع سماواته وهي تجادل الرسول في زوجها وتشتكي إلى الله فعمر والله أحرى أن يسمع كلامها! "
- رأى عمر عجوزاً تحمل حملاً ثقيلاً، تقَّدم منها وحمله عنها بعض الطريق، وصار يضحك من نفسه حين يسمعها تقول شاكرة: أثابكَ الله الخير يابني، إنك لأحقُّ بالخلافة من عمر ؟!!
- لاحظ عمر أن عذاب طغاة مكة يقع علىضعاف المسلمين فقط، وهنا أراد أن يرفع من شأن هذا العذاب بأن يشاركهم فيه حتى يغمرهم شعور أن عمر الجسور العملاق يُضرب كما يضربون، ويُضطهد كما يضطهدون حتى لا يظل اضطهاد قريش وقفاً على بلال، وجناب، وعمار، وصهيب و إخوانهم من الفقراء المستضعفين ،وبهذ لا يصير ضربهم وتعذيبهم ذلة تكسر نفوسهم، وبهذا أيضاً يتم لعمر إسلامه، وتحقق له المساواة مع المسلمين الذين يدفعون ثمن إيمانهم بالله .
جوانب متألقة
ومثلما كان عمر متميزاً بكثير من المواقف المجيدة من مختلف جوانب الحياة فقد تميز خاصة بالتشريع والقضاء بأنه رائد، على سبيل المثال " يكتب لأبي موسى الأشعري موضحاً له منهج القضاء الذي ينبغي أن ينتهجه فيقول له: ( أما بعد فإن القضاء فريضة بحكمة وسُنَة متبعة فأفهم إذا أدلي إليك، وانفذ إذا تبيّن لك، فأنه لا ينفع حق لا نفاذ له، آسِ بين الناس في مجلسك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف في عدلك، البينة على من أدعى واليمين على من أنكر، الصلح جائز بين المسلمين إلاّ صلحاً أحل حراماً أو حرّم حلالاً ..مراجعة الحق خيرٌ من التمادي في الباطل ..."
والرسالة طويلة وتعتبر بحق مرجعاً لكثير من قضايا لتشريع .
كما تميز بالتوجيهات العسكرية الفذّة حين يكتب لسعد قائلاً: " إذا وطئت أدنى أرض العدو فاذكُ العيون بينك وبينهم حتى لا يخفى عليك أمرهم، واختر لهذا من تطمئن إلى نصحه وصدقه فإن الكذوب لا ينفعك خبره وإن صدق في بعضه، وهو عين عليك وليس عيناً لك "
- لعل عمر هو أول من وضع مبدأ " من أين لك هذا " في الاقتصاد فلنسمعه كيف يعبر بسخرية العظيم حين يحدث سارقاً استغل منصبه في الحادثة التالية:
- لفتت نظره دار جديدة فيسأل: دارُ من هذه ؟ فيقولون: دار فلان وهو أحد ولاة عمر ،فيقول: " أبت الدراهم إلاّ أن تخرج أعناقها " ومثلما حمل على السّرقة والسراقين، شنّ كذلك حملة على الكذب المكشوف فحين يسمع نائحة تستجيشُ أحزان الناس وتمسح دموعها الكاذبة يناديها ويطردها ،ويقول: " إنها لا تبكي بشجوتكم إنّما تبكي بدراهمكم "
والعظيم في جانب غالباً ما يكون عظيماً في أكثر من جانب فقليلون هم الذين عبَّروا عن خلود الشعر الصادق كما عبر عمر بن الخطاب، الذي سأل يوماً أحد أولاد " هرم بن سنان " الرجل الذي خلّده " زهير " بشعره الذي قاله فيه ..
قال له أنشدني بعض ماقاله زهير في أبيك . أنشده، فقال عمر: " كان ليحسن فيكم القول " فأجابه الرجل ابن هرم: " ونحن والله إن كنا لنحسن له العطاء " فيقول عمر: " قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم "

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alzhra.forumegypt.net
 
صور مشرفة من عدل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصري تربية وتعليم :: الفئة الأولى :: المجلة التعليمية :: المقالات والأبحاث-
انتقل الى: